الحب فى الزمن الحرام
لو أن وجَهكِ زارنى من ألف عامْ
لتبدلَتْ سُنن الحياةِ. وفاضتْ الأنهارُ.
وانْطلقتْ حشودُ الشمس. وانكسرَ الظلامْ
لو أَن وجهَكِ طاف كالصلواتِ فى عمرى
وطَهّرَنى من الآثامْ
لو أننى قدرٌ من الأَقدارِ جئتُكِ عاتباً
ودعوتُ للأرضِ السماحةَ والسلامْ
وأعدتُ للدنيا زمانَ الحبِ موصولاً
وأسكنتُ الصغارَ حدائقَ الأحلامْ
لو أننى يوماً صحوتُ. ولاح لى
نهرٌ من النور المعتَّق أسكر الدنيا
وسافرَ خلفَ أجْنحة الغمامْ
كيف انتزعتِ الصبرَ منى؟!
كيف أرقنى بُعادكِ؟
كيف أَشقانى مع البُعْدِ الغرامْ؟!
لو أَن وجهك زارنى من أَلْف عامْ
لغَدوْتُ فى صحراءِ هذا الكونِ
سِرْباً من طُيورِ العِشق.
عُشاً للبراءة. واحةً بين الأَنامْ
قد عُشتُ قبلَكِ أَلفَ عام
لا تساوى ليلةً.
هدأتْ جراحُ العُمرِ فيها
واهتدى قلبى ونَامْ
لو أَن وجهكِ زارنى
وأَنا جوادٌ جامحٌ
يعلوُ صهيلىِ. والمدى حولى
حطامٌ فى حُطامْ.
الكونُ يَنزِفُ فى عيونى.
لم يعُد فى الأرضِ شبرٌ
لم تُمزقَّهُ السهامْ.
والحبُ فى الطرقاتِ يصرخُ باكياً
طفلٌ برئٌ تاه فى الزمنِ الحرامْ
تتناثَرُ الأَشياءُ حَوَلى.
لا ارى وَطَناً. ولا زمناً.
فكلُ الكونِ مَسْخٌ. اوضلالٌ وانقسامْ
قد عشتُ قَبلكِ أَلفَ عامٍ
كُلُّهَا زمن حرامْ
مالٌ حرامْ.
عمرٌ حرامْ
قتلٌ حرامْ
مَنْ يُطَهَّرنُا من الزمنِ الحرامْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق