الإعجاز العددي في القرآن الكريم
للمهندس عدنان الرفاعي
سنبحر الآن مع بعض الدلالات الإعجازية ، لنرى جانباً هاماً من جوانب الوجه الإعجازي التي لا يحيط بها إلا الله تعالى ..
لو أخذنا مجموع ورود أي كلمة قرآنية ، لرأيناه مختزلاً للحقيقة العددية التي ترتبط بها المسألة التي تصفها و تسميها هذه الكلمة ، و لكان لهذا المجموع إرتباطاته العميقة مع مجاميع الكلمات الأخرى .. و هذا لا يعني أنه مطلوبٌ منّا أن نحيط بالحقائق المرتبطة بمجموع أي كلمة قرآنية ، لأننا لا نحيط أصلاً بالحقائق الكونية التي تصفها و تسميها هذه الكلمات..
نحن نعلم أن الأرض تدور حول نفسها ( 365 ) دورة متمايزة ، و ذلك في دورانها حول الشمس .. هذه الحقيقة الكونية يشير إليها القرآن الكريم عبر مجموع ورود كلمة يوم.. فكلمة ( يوم ) مفردة ترد في القرآن الكريم ( 365 ) مرّة..
ونعلم أن للقمر (12) مساراً متمايزاً حول الأرض ، هذه الحقيقة الكونية يشير إليها القرآن الكريم عبر مجموع ورود كلمة شهر .. فكلمة شهر مفردة ترد في القرآن الكريم (12) مرة ..
و لو نظرنا الى مجموع ورود كلمات ( البحر – البر – يبساً ) لرأينا أن العلاقة العددية ما بين هذه الكلمات هي ذاتها العلاقة العددية التي تربط نسبة اليابسة و الماء على سطح الكرة الأرضية ..
فكلمة البر ترد ( 12 ) مرّة و كلمة يبساً ترد مرّة واحدة .. أي أن المجموع هو ( 13 ) مرّة .. و كلمة البحر المعرّفة ترد ( 32 ) مرّة .. و هكذا يكون مجموع ورود هذه الكلمات هو ( 13+ 32 ) = 45 .. و تكون :
نسبة اليابسة هي : 13\45 = 29 % و نسبة الماء هي : 32\45 = 71 %
و لو نظرنا الى كلمة الدنيا في القرآن الكريم لرأينا أنها ترد ( 115 ) مرّة ، و لو نظرنا الى كلمة الآخرة المناظرة لها تماماً لرأيناها ترد أيضاً ( 115 ) مرّة ..
و لو نظرنا الى كلمة ( جنّات ) و مشتقاتها لرأيناها ترد في القرآن الكريم ( 77 ) مرّة ، و لو نظرنا الى كلمة جهنم المناظرة لها تماماً لرأيناها ترد أيضاً ( 77 ) مرّة ..
و لو نظرنا الى كلمة الملائكة في القرآن الكريم لرأيناها ترد ( 68 ) مرّة ، و كذلك كلمة الشيطان ترد ( 68 ) مرّة . و لو نظرنا الى كلمة الملائكة ومشتقاتها لرأيناها ترد ( 88 ) مرّة ، و كذلك كلمة الشيطان و مشتقاتها ترد ( 88 ) مرّة ..
و كلمة الإيمان ترد في القرآن الكريم ( 17 ) مرّة ، و كذلك كلمة الكفر ترد ( 17 ) مرّة .. ، و كلمة الخبيث ترد ( 7 ) مرّات و كذلك كلمة الطيب ترد ( 7 ) مرّات .. ، و كلمة الرشد ترد ( 3 ) مرّات و كذلك كلمة الغّي ترد ( 3 ) مرّات .
و هكذا فمجموع ورود أي كلمة في القرآن الكريم يتعلق بحكمة مطلقة لا يحيط بها إلا الله تعالى .. و كلما ارتقى تصوّرنا العلمي للحقائق الكونية ارتقى إدراكنا لمجموع ورود الكلمات التي تصف و تصوّر هذه الحقائق الكونية .. فلو لم نعلم نسبة اليابسة و الماء على سطح الكرة الأرضية ، لما أدركنا جوهر مجموع ورود الكلمات المصورة لهذه المسائل في القرآن الكريم ..
وهكذا نرى أن المعجزة العددية في القرآن الكريم هي نتيجة لكون القرآن الكريم متعلقاً بصفات الله تعالى ، ولكون صياغته مرتبطة مباشرة بالله تعالى ، وهذا ما يميزه عن باقي الكتب السماوية ،ونرى أيضاً كيف أنه يستحيل على البشر صياغة نص كالنص القرآني ...
....... عن موقع الأرقام